تامر..هيفا..مروة..رحابنة العصر الجديد.. وأكثر!!!!!

أولاً أني أنفقت من الجهد والفكر في كتابة المقال ما قيمته , وعلى ضآلة حجمه, ما هو أكبر من قيمة ما قدمه ويقدمه وسيقدمه هؤلاء من فن مجتمعين مع من شابههم من بقية الطابور والعظماء أمثالهم مرفقين بشركات الانتاج التي تصنعهم وتسوقهم فيما يشبه البازار.. كنت أؤكد لكم وبكل طيبة خاطر مؤمن بموضوع التنوع الثقافي والفكري في المجتمع..وأنه لكل جيل ثقافته و للعصر ثقافته وللتطور والتكنولوجيا ثقافتها أيضاً ولكن لا أن تصبح هذه الثقافة الرخيصة هي كل الثقافة وأول وآخر ثقافة في المجتمع!! وبداعي احترام الرأي الآخر تنتشر هذه الثقافة وتلوث كل شئ حتى البيئة وتضر حتى بسمع الحيوان!!

أين هم حماة البيئة وأنصار حقوق الحيوان من كل هذا والله انه تلوث سمعي وبصري أتى على كل شئ جميل..يا أخي كفرت بالتنوع الثقافي وبالرأي الآخر واتجهت لأصبح راديكالياً في فكري فيما يخص هذه اللوثة الفكرية التي تضرب مجتمعنا وأقولها وبصراحة شديدة: أنا حاقد على جميع الاذاعات والمحطات الفضائية والارضية التي تروج لهكذا فن..أنا حاقد على سائق السرفيس والسمان والحلاق الذين لا يرحمونا من وبال هذه الثقافة..تنهض في الصباح تسمع شيئاً على الاذاعة يعكر لك صفو نهارك ,تأخذ السرفيس أو الباص تتمنى أن تلقي بنفسك من النافذة بتأثير الأغاني العظيمة نفسها..حاقد على المجلات والجرائد وكل أنواع الصحافة التي تروج لهؤلاء..على آباء وأمهات المراهقين المهووسين بهكذا أصناف والمؤهلين لأمراض نفسية أو محاولة انتحار لمجرد أن يمرض أحد هؤلاء الحثالة..على كل من له صلة بالفن ولا يحرك ساكناً لمعالجة هكذا ظاهرة.. يقولون أن الفن هو صورة حية عن المجتمع!!

فبالله عليكم هل يمكن أن تتخيلوا صورة مجتمع أقصى ما يمكن أن يقدمه من فن و حالة جمالية هو هؤلاء!!! أمعقول أن مجتمعنا عقيم لهذه الدرجة؟! بحيث أنه لا يستطيع أن يقدم للناس أرقى من هكذا فن؟! أيعقل أن فننا حالياً يتلخص بهيفا وتامر ومروة وفي أحسن الأحوال نانسي عجرم!!!!

والله صدق المثل القائل:\" تمخض الجبل فولد فأرة!\" يا أخي أعلم أن الاغنية الطقطوقة موجودة منذ زمن بعيد ولكنها لم تكن كل الموجود ولا حتى الربع؟

الا حاليا في عصرنا كل شئ طقطوقة حتى أفكار شباب هذا الجيل الصاعد هي مجرد طقطوقة الحياة طقطوقة المبادئ والافكار والوعي الانساني لدى هؤلاء طقطوقة والاهم القدرة على تذوق الجمال أيضاً أصبحت طقطوقة!..

والاجمل من ذلك أنك تقول لكل حصان كبوة ولكل مجتمع مرحلة من الانحطاط لابد أن يمر بها في طريقه نحو الشكل الاكثر رقياً.. ولكن يبدو أن هذه المرحلة لا ولن تنتهي.. بل أكثر من ذلك الوضع يتجه اتجاهاً معاكساً وهذه المرة بدون فيصل قاسم فمثلاً , وهي دعوة لكم لتتأكدوا من الأمر, إذا صدف وكنت في مجلس(ممن ينتمون لهذه الثقافة وهم للأسف أصبحوا أغلبية) وتطرقت بحنين لمرحلة فنية جميلة واستذكرت بعض الاصوات الدافئة سترى من يتنطح ويأخذ على عاتقه مهمة تثقيفك وتنويرك ليقول لك أنه في هذا العصر يوجد مثلما ذكرت وأفضل! يتطور النقاش قليلاً سيقول لك وبالرغم من أنك شاب فتي بأنك\"دقة قديمة\" وبتضلو تتغنوا بالماضي وفن الماضي وما بتملو! وانكن متعصبين ناقمين على الفن العصري الجميل اللي مانكن قادرين تحسو فيه لانكن \" بلا إحساس\" وعندها يسألك وببساطة وثقة وقلب كبير وهو يحاول أن يستوعبك أيها المنغلق:\" شو في زيادة بهدوك عن هدول؟!!\" فيروز ووديع وصباح وغيرو وغيراتو شو فيهن زيادة؟؟ وبعدها سيتبرع هذا الوباء وهو \"مخنث\" على الأرجح وسرواله ينحسر عن مؤخرته وشعره منتصب ولكن ليس القامة ولا يحمل شيئاً على كتفه: سيتبرع بأن يلقي على مسامعك أغنية لأحد المهرجين لاتدعه ينام الليل من حالة الوجد والهيام التي تزرعها في نفسه ولولا لطف الله لأوقعت هذه السمفونية بك اصابات بليغة وربما في محيط المستمعين أضرار بشرية ومادية!..وهذه الحمى \"الطربية\" هي نفسها الحمى\"الدرامية التركية\" التي عصفت بالمنطقة في السنوات الاخيرة وأبرزت حالة فعلاً قبيحة من القحط الجمالي والابداعي في مجتمعنا..في نهاية المطاف هذا مجرد ما يطفو على السطح من عفونة في جنبات مجتمعنا.. أتساءل دائماً وأطرح التساؤل عليكم أيضاً لماذا مجتمعنا يتأثر بهكذا أوبئة وبسرعة جنونية؟! لماذا هناك دائماً شئ رخيص معمم ومتفشي وما هو جميل وخلاق ضئيل جداً وعند قلة قليلة ما زالت تحافظ على نفسها وسط هذا الزحام الخانق؟!

من المسؤول عن كل هذا؟ ما هي مدلولات ذلك؟ لماذا لا ندعم نحن الحالة الجمالية والثقافية الصحيحة إن كنا مدركين لبشاعة ما هو موجود؟ هل السلبية المتفشية فيما بيننا هي المسؤول عن تسلم هؤلاء للحركة الفكرية والثقافية في المجتمع؟ أعتقد أنك عندما تنسحب نحو الوراء فتأكد أنه هناك من ينتظر ليضع قدمه وبلمح البصر في تلك البقعة التي تخليت عنها..أتمنى أن يتوقف رجوعنا الى الوراء وأن نسترجع تلك المساحات الخضراء التي تركت ولسنوات للوصوليين والحثالة..أعلم أن كلامي سيزعج كثيراً من المراهقين وغير المراهقين المنخرطين في هذه الحالة الغريبة الهجينة ولكن أنا أعرف أن لكل شئ حدود وبدون هذه الحدود تعم الفوضى فللمتشدقين بالحرية الفكرية والشخصية من حدود هذه الحرية الأهم والأخطر أنه يجب أن تعالج وتوقف مباشرة ودون تردد عندما تأثر على بناء شخصية مجتمع بكامله من الشباب وتهدد بإنتاج حالة من الفوضى الحسية وتأسس لحالة قبح فني مزمن بكل معنى الكلمة بل أكثر من ذلك عندما هذه الحرية الفنية المزعومة تأتي على تاريخ فني عريق بكامله وتودي به الى الهاوية وتشكل خطراً على قيامه من جديد فعندها عذراً من الجميع يجب مافحة هذه الظاهرة وبأي ثمن لأن مقدار ما خسرناه كبير وما سنخسره في ظل استمرار هكذا حالة أكبر وأكبر!..

ويبقى لي أمل أخير وهو الا يكون المنتمون الى هذه الحالة أو كما يطلقون على أنفسهم \"الفانز\" لفلان وعلتان كثر على هذا الموقع!..لأنهم سيلقون على مسامعي مرة أخرى احدى المعلقات الرومانسية\"الندبية\"لاحد مطربيهم العظام وعندها لن انفد من الاصابات والاضرار الجسدية أوالنفسية!!.................................